موسوعة هيثم حسن السطوف الأدبية

الأحد، 7 يناير 2018

جاءني طيفُكِ

**********
جاءني طيفُكِ في المساءْ
وفي عينيهِ آثارُ البُكاءْ
فالحُزنُ يبدو واضحاً
وواضحاً يبدو الشقاءْ
وفي الحقيقةِ لم أرَ سِحراً كما في الطيف جاءْ
وجهٌ منيرٌ ساطعٌ
سبحانَ مَنْ خلقَ السماءْ
عينانِ تأسرُ مَنْ يرى
فجمالُها ليلٌ مُضاءْ
والحاجبينِ مداخِلٌ لأنوثةٍ فيها الحياءْ
أنفٌ جميلٌ ناعمٌ وبه يُقيمُ الكبرياءْ
والثغرُ بابُ إمارةٍ من شهدِهِ يأتي الشفاءْ
خفق الفؤادُ بسرعةٍ قد جاءهُ ما كان شاءْ
وفي الحقيقة لم أرَ سِحراً كما في الطيف جاءْ

***
فسألتُهُ : يا زائري
ما سرّ آثار البكاءْ ؟
أعلمْتَ أنَّ دموعَكَ نطقتْ بما في الإختباءْ؟
أرجوكَ بُحْ لي زائري
واخلَعْ عن السّرّ الرّداءْ
أبكيتَني يا زائري
يا الأجملَ بين النساءْ
فأنا عشقتُ جمالَكَ
للقلب أنتَ الألْفَ باءْ
أرجوكَ بُحْ لي زائري
فلأجلكَ طابَ الفِداءْ

***
فردَّ الطيفُ مُبتسماً :
يا شاعري أنتَ الرّجاءْ
نادتني روحُكَ شاعري
والحُبُّ في طيِّ النِّداءْ
إنّي سجينٌ في عقولِ عشيرتي
وبسجن القلب قد حكَمَ القضاءْ
فصولُ العُمر غطّاها خريفٌ
بوحل الحُزنِ أغرقني الشتاءْ
وصيف العمر أحرقني بنارٍ
وفصل الزّهر مشلولَ الأداءْ
أريد الموتَ ردّدَها لساني
لعلّ الموتَ يُنسيني البلاءْ؟
فذُقتُ المُرَّ في عمري كثيراً
قضيتُ العُمرَ محرومَ الهواءْ
وطال اليأسُ أيامي كأنّي فقدتُ الرُّوحَ واقترَبَ الفناءْ
وإنّي الآنَ مُختلفٌ كثيراً
فبيتُ الشِّعرِ أعطاني الرَّجاءْ
تقولُ الرُّوحُ يا أنتَ حياتي
يقول القلبُ يا أنتَ الهناءْ
أنا يا شاعري الآنَ أسيرٌ
أسيرُ الحُبِّ والشِّعر المُضاءْ

***
كأنَّ الطيفَ لبّاني سريعاً
فحُلمُ العمرِ في الدنيا لقاءْ
سأُهديهِ قلبي مثل روحي
 سأفديهِ  بالغالي وصولاً للدِّماءْ

********************
شاعر الأمل حسن رمضان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الهروب///بقلم الاديبة /// //ياسمين غمري  // أركض هاربة من صدى ضحكة كانت لي ... تائهة في ممرات مدينة لم تعد لي.. وحزني يتدفق مثل نهر...