موسوعة هيثم حسن السطوف الأدبية

الثلاثاء، 23 يناير 2018

شوقٌ أضـــجَّ بمَضْجَـعى ** ضَجِــــــرٌ يُنــادِى أدْمُــــــعِي
.
إنى المـــُعذَّبُ بالهَــــــوَى**هيــا اخــــرُجى وَلِـىَ اسْمــعى
.
ماءُ المــــآقى سَـــــــلْوَتـِى**فلـــــتُمْــــــــطِري بِــــــهوامعِ
.
هَدْءَاً لِصَــبٍّ فى الـــهوى **لا يسْــــــــــتكينُ بـــــــِموْضعِ
.
ضَرَّتْ بـــهِ نــــارُ الجَوَى**حَـــــتَّى دَنَـــــــــا للمَــــصْرعِ
.
فلْتُسْــــلِمينى أَدْمُــــــــعاً ** خُـزِنتْ لـــــديكمْ.. ما مـــــعى
.
------------------*********-------------------------
.
نَظَــرَتْ دموعى نحوهُ * مِنْ خـــــــَلف سِــــــتْرٍ لامـــــــعِ
.
قـــالتْ أمـجـــــــنوناً أَرَي **أمْ تَأْمُرَنَّ مـَــدَامِـــــــــــــــعِى؟
.
إنِّى العزيــــزةُ لا أُرَي **إلا بصـــــــــــــدقِ المــــــــُدَّعِـى
.
مِنْ عاشقٍ أو مُتَّـــــقي **ومُـــــــــــوَدِّعٍ ومُــــــــــــــــوَدَّعِ
.
أَوْ مُخْبِتٍ أو عــــــــالِمٍ** أوْ تائــــــــــــــبٍ أو خاشــــــــعِ
.
أَوْ صامتٍ والبوحُ جَمْــ **ـرٌ فى الحَشَــــــــا لَمْ يُســــــمَــعِ
.
أَوْ تائِــهٍ فــــى غُربَــــــةٍ**أضْـــــــناهُ ذِكْـــــرُ الأَرْبُـــــــعِ
.
أَوْ مُفـزَعٍ يَئِسَتْ قُـــــــوَا**هُ عَــــنِ الـــــهروبِ لِمَفْــــــزَعِ
.
فَتَـخَطَّفَتْهُ يَــــدُ الــــهَوَى**وَهَـــــوَتْ بـِــهِ فـــــــى مَرْتَـــعِ
.
وبِغَيْرِ ذلــكَ يـــا فـــتَى **فَــــــلَنْ أُغــــــــادرَ مَخْـدَعـِـــى
.
وَلْتعْلَــــمَنَّ بأنَّـــــــــنِي** لا أُسْـــــتَـــــمالُ بمُصـــــــــدعِ
.
فلأيِّ صِنْـــفٍ تَنْتَــــمِى **ولأَيِّ نَــــــــــوْعٍ تَدَّعِـــــــــى؟
.
------------------*********--------------------
.
فَــبدَا بوجْهٍ غاضــــبٍ ** مُسْـــــــتَنْكرٍ مُتَطَــــــــــــــــلِّعِ
.
وراحَ يصْـرخُ قـــــائلاً ** هَــلْ تـــــــزْدَرِيْنَ توجُّـــــعى؟
.
أَوَ تَعْــــــجبينَ لعاشــقٍ ** مُتَـــــــــــــــــولِّهٍ مُتَــــضَوِّعِ
.
قدْ رامَ تنْفـــيسَ الجَوَي** فى دمْـــــــــعةٍ مِن أدْمُـــــــــعِ؟
.
فَلْتَــــسْتَجيبي دَعْـــوتى **وَدَعِى التَّــــــرفُّعَ واطْــــــلُعى
.
------------------*********------------------------
.
قالــت: رويْــــدكَ يا فتَى **هلْ تستـــهينُ بمَوْضِــــــــعى؟
.
اِهدأْ قلــــــيلاً واحْـــكِ لى **لا تــــَكْذبَـــــنْ أوتُشْــــــــــنِعِ
.
قُلْ لـِـــى :أَحُـــــبٌّ مُقلقٌ ** أمْ هَــــلْ بـــــِكمْ مالمْ تَـــــعِ؟
.
------------------*********--------------------
.
فرَاحَ يرْفَــــــعُ رأسَــــهُ **فــــــــى عـِــــــــزَّةٍ وتَمَـــــــنُّعِ
.
حَنِقٌ يُزمْــــجرُ قائـــــلاً**هـــــيَّا أطــــــيعى واخْضَــــعِى
.
ثُمَّ اســـتكانَ أجـــــــيجُهُ **مـــــــُستطرِداً بــــــــتوجّـــــــِعِ
.
شَوْقٌ تَصَـلَّى بالــــهَوَي** وَصِلَا جَـــــــوَاهُ بأضْــــــــلُعى
.
مَسْرَي سُرَاهُ مُــــحرَّقٌ **مـــــــــِن مَـــــغْربٍ للمَطْــــــلَعِ
.
والسُّهدُ عـــاهَدهُ الجَوى ** أنْ لا يُـــــغادِرَ مَــــضـْــــجَعى
.
جـاشتْ حُمَيَّا حَـــــــرِّهِ ** إِنْ أَحْـــــــــتَبِسْــــهَا تَطْــــــــلُعِ
.
أَفَــبَعْدَ هـــــذا كـــــــلِّهِ ** لا تُمــــــطرينى؟! أســـــــرعى
.
------------------*********-------------------
.
قالت: وقد لاحـــتْ لها ** فى الـــــعينِ بـــعضُ لوامـــــعِ
.
أَفصِحْ بمـــكنونِ الحشَا ** وانْثُرْ هَــــــــواكَ بمَـــــجْمَعِـى
.
فإنْ وجـــــــدتُكَ صادقاً ** فسيُمـــــــــــْطرنَّك مَـــــــنْبعى
.
فَلِمَنْ هَـــواكَ مــــُشَوَّقٌ؟ ** أَجْـــــمِلْ بـــــــــقولٍ جَـــــامِعِ
.
فأجــــابَ قـــــوْلاً واحداً ** بلــــــــــسانِ حــــالٍ خــــاشِعِ
.
شـوقى لرُؤْيا المصطفَى ** خــــيرِ البـــــــريَّـةِ أجْـــــــمَعِ
.
------------------*********-------------------
.
قالتْ حَظِيتَ بِفيـْـضِــنَا ** مِنْ كُـــــلِّ دمْــــــعٍ هامِـــــــعِ
.
أَبـْـــشِرْ بِبـــحْرٍ زاخــــر ** مِنْ فيضِ عــــــــيْنٍ نابِــــــــعِ
.
فَــــإنْ أرَدْتَ وِصَــــــالَهُ ** فارْكَبْ خَــــــــلِىَّ الشّــــــُرَّعِ
.
وابْـحِرْ لَــــهُ فِــــى بَحْرِنا ** حتَّى مشَـــارفِ يـَـــــــــــنْبُعِ
.
وَلْتَــدْخُـــــلَنَّ لِرَوْضَــــــهِ ** واذْرِفْ دُمُــــوعَكَ واخْــــشَعِ
.
وَارْجُ شــــــفاعةَ أحْــــمَدٍ ** رَبِّ المَــــقامِ الأَرْفَــــــــــــعِ
.
واسْمَعْ نـَــصيحةَ عَـــبْرةٍ ** عِـبَراً بـِــــطىِّ مَــــــــنافِــــعِ
.
قَـــدْ أَنْصَحَـــتْكَ نَصائحاً ** تَرْوِى الظَّــــمِيءَ بِمَـــــــــاتِعِ
.
ضُـمَّتْ قَصـــيداً أَظْهَرَتْ ** حِكَـــمَاً بَـــدَتْ كَسَـــــــوَاطِعِ
.
دَعْ عَـــنْكَ ذِكْـــرَ الأَرْبُعِ ** والمُــــــــغْرِيَاتِ ومَرْتَـــــــعِ
.
والمُـغْرَمِــينَ بِـــمَنْ طَغَى ** والمُــــــنْتَمِينَ لِخَــــــــادِعِ
.
واللَّائـِـذِينَ إلـــى الــهَوَى ** مِـمَّنْ رَعَى أَوْ مَنْ رُعِـــــى
.
وَارْبـأْ بنـــفسكَ أنْ تَهونَ ** لـِمُدَّعَىً أَوْ مُــــــــــــدَّعِـــى
.
واحْــــــذَرْ دُعـــاةَ جَـهنَّمٍ ** مِنْ كُــــلِّ داعٍ جَـــــــــعْجَعِ
.
وانْصَحْ لنفســــــك دائــــماً ** فَلْتَحْذَرِي أنْ تُخْـــــــــدَعِى
.
يا نَفْسُ تُوبِــي وارْجِـــعِى ** مِـنْ قَبْلِ سُوءِ المَـــصْـــرَعِ
.
يا نَفْسُ صُـومِى واخْشْعِى ** بَيْنَ السُّجودِ الرُّكَّــــــــــــــعِ
.
يا نَفْسُ ثُوبِى وَازْهَــدِي ** وَعَــــــــــنِ الـــدُّنَا فَتَرَفَّـــــعِى
.
يا نَفْسُ صَـبْراً فَاصْبرِي ** وللدَّنـَــــــــــــــايَا وَدِّعِــــــي
.
ما الـــدَّهرُ إلَّا سَــاعةً ** فى عُمْــــــــرِ "أُخْرَى" فاسْمَعى
.
يا نَفْسُ قدْ خَــــــــطَّ البيا ** ضُ بِسُـــــودِ شَعْرِكِ فَارْجِعِى
.
يا نَفـــْسُ مَـــنْ خَـطَّ البيا ** ضُ بِشَـــــــــعْرِهِ فلقدْ نـُـــعِى
.
يا نَفْسُ عُقْـــــــــبَاكِ غَدَاً ** فى بَطْـــــــنِ قــــبرٍ بَلْـــــقَعِ
.
يا نَفْسُ كَـــــمْ أهْدَرْتِ مِن ** عُــــمْرٍ لـَـــدَيْكِ مُـــــــضَيَّعِ
.
يا نَفْسُ حَـىَّ عَـــلَى الهُدى ** فـَــــــذاكَ خَـــيْرُ المَــطْمَعِ
.
يا نَفْــسُ قُولـِــى دائـــــماً ** يا خيرَ مَدْعوٍّ دُعِــــــــــــى
.
عَــفْوَاً لعَــــــبْدٍ تائـِـــــبٍ ** عَنْ كُلِّ ذَنْبٍ مُـــــــــــــقْلِعِ
.
والســـترَ فى دُنـــــــيا وفى ** أُخري لعبدٍ طـــــــــــامعِ
.
فــى أنْ يَنـَــالَ رِضـــــاكُمُ ** فى مَبْدَأٍ والمَرْجِـــــــــــعِ
.
وَأَدِمْ صَــــلاتــكَ والسَّــــلا ** مَ عَلَى النبىِّ الشَّــــــــافعِ
.
ما قالَ بــَــــوْحُ قَصِــــــيدةٍ ** شَوْقٌ أَضَجَّ بِمَضْجَـــــعِى
🖋️ #أحمد_فخر_الدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الهروب///بقلم الاديبة /// //ياسمين غمري  // أركض هاربة من صدى ضحكة كانت لي ... تائهة في ممرات مدينة لم تعد لي.. وحزني يتدفق مثل نهر...