موسوعة هيثم حسن السطوف الأدبية

الأحد، 10 ديسمبر 2017

كرسي مقشش

- كرسيٌّ مُقَشش –
    -------------
مابينَ رصيفٍ لم يبلُغ الحُلم
ووردةٌ تكادُ أنْ تُغادر
سماءٌ تُنذِرُ بأنَّ هُناكَ شيئاً ما
يدنو مِنْ عناقِ الأصابع
لم يحضر المستحيلَ بعدْ
تنسجُ لوحةً رمادية
بينما الكرسيّ المُقَشش
يتثاقلُ كسُلحفاةٍ لم تولدْ
أتتْ برفقةِ أشواكٍ منْ زمنِ الغيابْ
شوقُ اشتهاءَ يدغدغُ
معقلها الأخير...
نظراتُ العبور تتلاشى
كما غيوم خريفٍ غامض الخُطا
ثلاثةٌ مِنَ الفناجين
ترقصُ على طاولةِ النِداء
وكأسٌ منْ حنينْ
لمْ تثملَ منْ رحيقِ الشفاه
ترمي بالقبعة في زاويةْ
قبلَ أنْ تمضي
شَعْرُها أمسى سراباً
لكلِّ الحاضرينَ ... الغائبينْ
ترمِقُ النادلَ أسمرَ الوجنةْ
ثمَّ تختفي خلفَ أصابعِ الرجاء
هلْ اكتشفَ سِرَّها المدفونْ
بينَ رُفاتِ أضلُعٍ
أصابَها الشيبُ المُبكّر
إذنْ كيفَ تُبْحِرْ ...
كيفَ تعبرُ مِنَ الرصيفِ إلى الشتاءْ
فالوحلُ يلتحِفُ الطريقْ
توقفتْ عقاربُ الحياة
عندما مرَّ عليها
كما مرِّ العصور
لمْ يَطرُقِ البابَ
اِستمرَ في المسيرْ
مَسحتْ آخرَ ما تبقى
منْ جَمْرِ الشِفاهْ
تذبلُ الوردةُ بارتجافْ
أدبرتْ كما يفعلُ الفُرسانْ
النادلُ يحملُ الوردةَ الحمراء
فاتورةُ القهوة ...
تنتظرُ بعضَ ماءٍ
ونسمةً منْ هواءْ ...
------
وليد.ع.العايش
22/11/2017م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الهروب///بقلم الاديبة /// //ياسمين غمري  // أركض هاربة من صدى ضحكة كانت لي ... تائهة في ممرات مدينة لم تعد لي.. وحزني يتدفق مثل نهر...