موسوعة هيثم حسن السطوف الأدبية

الاثنين، 4 ديسمبر 2017

لعبة الكوتشينا

لـعـبـة الـكوتـشـيـنـا ...

كـل لـيـلة ..
أكشكش مرتديةً فستاناً أسود اللون مغري
و عنقي مزين بـ عقد ألماس مكنون
سواراً يشد معصمي و خاتماً
يـلـف أصـبـعي و حـذائي
مـورنـش لآمـع و أما
عـطـري رذاذ
فـرنـسي
فـاخـر ..!

أكشكش الليل ..
لأخطو متغندرةً في شوراع المدينة المكتظة
بالمارة و الأضواء مبهرةٌ تنسج خطواتي
لأصل إلى حانةٍ متطرفة يقام بها
سهرة للألعاب الفكرية ..!

ضوء خافت و رجلٌ يجلس خلف الطاولة
يدغدغ حواسه و عيناي عند تفاصيله
تراقب كيف يُمسد أكمام مـعـطفـه
ويرتديه ليلف بنظراته الـمكـان
مثيرةً لـ فضوله أنا محاولاً
أن يـنـتـقي من عـطـري
مـا يـلـيـقُ بـعـظـمـتـه
إنـبـهـاراً  ..!

عيناه بنظرة ..
واحدة تناديني أي تفضلي أيتها الليدي
بجانبي لنبدأ إختباراً لا يقارن بأي
إختبار و أفرغي أفكارك باللعب
معي لا تتساهلي سيدتي
بالتفوق علي ..!

كـمـا طـوفان يقـتـحم ذهني و يـنـصهر
يغرق أوراق " الكوتشينا "بكلا كفيه
ممارسةً لــذة الإنغماس بـ بصمة
مـثـيـرةٍ و جـيـوش الـعـيـون
تعجز الأبصار / ليخون
خاصرة الضوء عاتقاً
كل وريقاته صلباً
على طاولة
الأفكار ..!

يبدأ لعبته ..
المحاولة الأولى  ليدي ندى خمني
رقـمـاً ذهـنـيـاً و قـتـفي أثـر الـلـون
وبعد تمحيص وثبات نقطة
الـبـصـر عـنـد إلـتـقـاء
المقل بـ التخمين ..!

{ قص كبة } ... أحسنت لقد ربحتِ

المحاولة الثانية .. ليدي ندى .. إنتبهي ..!

يـواري أوراقـه عـن خـفـايا الـيـديـن
إنتفاضات خفةٍ و نداءات خوف
يعيد سؤاله …….…… خمني
رقماً ذهنياً و إقتفي اللون
لإسـقـط زمن الـحـذاقـة
و بـ خطاً تـشـاكـس
وتسير نحو أسرار
اللعبة ..!

{ قص كبة }... أحسنت لقد ربحتِ ..!

المـحـاولة الأخيرة .. ليدي ندى .. تركيز ..!

تـرتجف خطوط القدر بآوراقه راجـيـاً
متناسلاً من جسد الحظ خسارتي
شـهـقـةٌ بـ حضرة الإرتـبـاك خـمـني
رقما ذهنياً و إقتفي أثر اللون
لـ أعتلي ملامحه بـ وقار
حضوري بـ همسة
خفيفة  باردة ..!

سيدي لا تحاصرني بـ كمائن أوراقكَ :
" لـ أقصيه عن صياغة مفردات
خسارته / أي و بعد سيدتي "..!

{ قص كبة }... لقد انتصرت ليدي ندى ..!

إممممممممم ..
صاخبٌ سكوتـكَ في حـضرة نـزاهتي
تعاند التكة في حركاتي الـبهلوانية
تسوي أعوجاج أوراقك رغماً عنها
سـلاسـل خـسـارتـك تـتـعـربـش
على عنقكَ وتلتفُ أسوار
نظراتك حول يدي ..!

تساوم الوقت ومنه إلي تنحدر
تـخـاطـر / تـكـابـر / تـتـأمـر /
تـطـارد هـزيمتكَ الـقـابـعـة
في فـني عـابـقـةً في
زوايـا رشاقة أوراقي
وتـخـبـئ إرتـجـاف
صـوتـكَ الـساحـق
بـ ذرات صبركَ ..!

أششششششش ..
إهدأ لـو لـومـضـة سيدي عـلام تُـشاكس
أناملي الرشيقة و تُشاغب هسهسة
رموشي وهي تلاعب إتجاه
نظراتكَ / إبتعد قد فاز
دهائي على ذكائكَ
هل إختل توازن
أركـانـكَ ..!

كونكَ تحديت ..
أنثى مـثـلي حـاكـمـةً بُدّ مـسار ألـعـابـكَ
وصاحبة الجلالة في مملكة الخفة
لن تغيره البتة و لو كنتَ رجلاً
من الـطـراز الـرفـيـع ، أو أن
فصاحتكَ علامةٌ فارقة
ومميزة فلا تحاول
أن تتشاطر علي ..!

سيداتي سادتي ..
إكـرامـاً لـ هـذه الـسـهـرة الـتـي أشـرقـت
بتواجدكم وتتويجكم على منصة
الـفـائـزيـن نـعـلـن الـلـيـدي نـدى
أمـيـرة لـعـبـة " الـكـوتـشـيـنـا "
خطوت بتأني ، ملتفتةً
نـحـوه ... و عـيـنـيـه
مغرورقة يملأها
دموع الهزيمة ..!

أقول ..
شكراً سيدي و أشير عليه بأصبعي
" أشهد له بالعبقرية والذكاء رغم خيبته "
و أن حوذيه مهما تجلد لن يفوق كيدي ...!!!
#NadaAmin
1/12/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الهروب///بقلم الاديبة /// //ياسمين غمري  // أركض هاربة من صدى ضحكة كانت لي ... تائهة في ممرات مدينة لم تعد لي.. وحزني يتدفق مثل نهر...