موسوعة هيثم حسن السطوف الأدبية

الجمعة، 5 يناير 2018

{ تصبح على وطن }

من قهرك ....
              .. إبتسم !!؟؟
من جوع عيون أطفالك
                .. إبتسم !!؟؟
وأكل ما شئت من طيبات الحياة
                      .. من قَدَر الوهم
أخرج من بين أنقاض جدرانك
أنفض عن وجهك غبار أحلامك
أرقص على المُصاب ... فـ أنت لم تُصبْ
أبتلع سيف قهرك
واجمع  روحك المتبقية
 من بين شتات فكرك
إبتلع لسانك وعض على جرحك

2....
أرقص ...
        وارقص
فلم يأخذك للآن قدرك المتربص
أسمعنا زغاريد الفرحْ
فلم تمسّك  لهيب شظية
ولم يفتح في جسدك جرح
لملم  بقاياك الى يومٍ آخر
الى الآن لم يرحل
ويسافر قطار العمر ويدور
ولم تُصبح حكاية من وطنٍ مقهور
 تتناقلها أفواه الخيم الشاردة
بين رمال القهر وكثبان الأنين
فإن الموت أصبح له بدعة وفنون
وقصص عن ( كان )
فاحمد الله لم تدخل نفق الماضي
حيث يحل السكون ويخرس الصوت
ويصبح أسمك في احدى روايات الموت

3....
نادي جنونك
ليعود ولو قليلاً اليك
إجعله يسكن رشدك
فهناك يوم آخر
          وموعد آخر
                وجنون آخر
ينتظرون خطوات قدرك
 خلف ظلال دروبك المرتعبة
لا تبك على منزلٍ كان الحب يسكنه
عصف الحقد في بسمة أعتابه واخترب
وأكلت وجهه لجة النار واحترق
فإن جميع  دفاتر أحلامنا
من المحيط الى الخليج
أصبحت بقايا رماد من ورق

4....
لا تحزن على نوافذ وجدران
ولا على ما كان
أبك على بقايا خلجات أوطان
فإن مُدننا أصبحت أشلاء من طين
يسكن شواهدها نعيق الغربان
بعد أن خرج من جوفها شياطين
وحوشًا لها أنياب من نار
تعشعش في عيونها عناكب الموت
تهد بيوت الله
تكره المآذن وتسرق الصلبان

5 ....
يا أبن العرب
هل مشى الوطن
على طريق الجلجله
وفي متاهتنا المظلمة
صلبناه  على الخشب
وبدل القُبل
زرعنا مسامير حقدنا
على جسده الصارخ المهلهل
قل لي بربك
كيف تكون أرضنا مباركة !!؟؟
هل ينبت الخلاص من أرضٍ
طينها شربت من دماء الأنبياء !!??
أم جفَّت ينابيع الإيمان
في مدائن أرواحنا  
وسكن في خلجانها البلاء
فتسللت ثعابين الظلام
من جحرها لـ جرحنا  الغائر
لعقت ... ولعقت قلب الوطن
حتى انتشت من دمه المتناثر
فارتعبت وأرتجفت الحناجر

6....
كل شيئٍ في بلاد الياسمين يسافر
لم يبقى سوى لون الدماء
وجرحنا الغائر
حمائمه البيضاء
الى غياهب المجهول تهاجر
ألوان الورد
من المشهد
نزع  لونه الأحمر
واختبأ مرتجفاً من هول المنظر
أوراق الرياحين
نادت الريح ليأخذها ويغادر
رفات أسلافنا في مهدها تكابر
جميع بنيان مدينتنا
أصبحت شواهد مقابر
كل شيئٍ يسافر
           حتى العطاء
ولم يبقى إلا العفن
وحقل قطن ٍ للكفن

7....
إركب قاربك
وأبحر مع أحلامك
واضرب بـ مجاديفك
أمواج قدرك العاتية وعُب
فـ نحن شعب أضناه التعب
أصبحنا طيور تؤوب
تُحصى أسرابها على الورق
ومن بقي على قيد الحياة
ومن فارق
ركبنا بحور الموت
وعشقنا الغرق
أحترفنا التجوال والتشرد
حتى حفت أقدامنا
وجفَّ بئر الحلق
يرافق حزننا نواح بكاء القصب
تلحفنا السماء غطاء
وغفى داخل أجسادنا
نار الغضب المُستكن

8....
حلِمنا برهجة  ماء
كفكفنا بكاء السماء
وشربنا من دمعها إن هطل
وأغتسلنا بماء مُدنَّس
قتلنا جوعنا
فأكلنا لحاء الشجر
مجبولاً  باليأس
فنم داخل مراكب
حلم مدينتك الفاضله
وارمي بوصلة أحزانك
واتجه نحو الشمس
وغادر وأنسى الأمس
لأقول لك
تُصبح على وطن

                علاء الغريب / كاتب صحفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الهروب///بقلم الاديبة /// //ياسمين غمري  // أركض هاربة من صدى ضحكة كانت لي ... تائهة في ممرات مدينة لم تعد لي.. وحزني يتدفق مثل نهر...