موسوعة هيثم حسن السطوف الأدبية

الجمعة، 26 يناير 2018

حوّاء

ذبحتْ فؤادي الطّفلَ كلُّ ضفيرةٍ
ياللنّـسـاءِ ويالــروحي مــا لها?!

في كلِّ حبٍّ تلتقي وجـعاً سرى
حتّى تــراهْ مــقــطّـعــاً أوصالَها

فـهــوىً قـديـمٌ لــم يزلْ بوتينِها
يذكي القصائدَ كي يعيشَ خلالَها

يا صبحَها المفقودَ خلـفَ ضبابِها
جفَّ القريضُ مــــبـــدّداً آمــالَها

من لي وقـد رحلتْ بكلِّ زمانِها?
وقـصـائدي مــا أنكــرتْ أقوالَها

أخــذتْ فــؤادي كـلَّــهُ برحـيلِها
ياللنّـسـاءِ ويالروحي مــن لها?!

ما أطـبـقَ الحــبُّ الشّقيُّ كتابَهُ
في كـفِّــهِ امـــرأةٌ يـمــدُّ خيالَها

ويقـولُ لي : قــدرٌ عليكَ لقاؤُها
وقضـاءُ ربِّكَ أن تجـيـبَ سؤالَها

حسناءُ جرّدَهـا الزّمـانُ حروفَها
نغماً على شفتيهِ صغـتَ جمالَها

فــاســكــنْ قليلاً يا شقيُّ بقربِها
أجــراسُ صـوتِكَ بدّلتْ أحوالَها

مــاذا سأفعلُ يا ترى بدمـوعِها?
ياللنّــسـاءِ ويا لـروحي من لها?

في صوتِ أخرى جمّعَ الرّحمنُ نبـ
ـضي والطّبيعةَ سـهـلَها وجبالَها

فإذا شـدتْ كانَ القريضُ غناءَها
وإذا حكتْ كــانَ الـهـديلُ مقالَها

غرســتْ بهــذا القلبِ كــلَّ نبالِها
ومضـتْ فكيفَ ومـن يردُّ نبالَها?

وكذاكَ يفنى في القصيدةِ شاعرٌ
ياللنّـســاءِ ويالـروحـي مــن لها?

وجــهٌ وضـيٌّ من بعـيـدٍ لاحَ لي
واســمٌ رحـيـمٌ أهــدياني حالَها

هطلتْ بكثرِ القطرِ في سحبِ اسمِها
حتّى روتْ ظـمأَ الفــؤادِ حيالَها

مـن طـفــلةٍ نـهــلَ الـبـيـانُ بيانَهُ
لــمّـــا تبـصّــرَ صــدفـةً خلخـالَها

لـم يقـبـلِ المــوتُ اللّعـينُ لقاءَنا
ياللنّـسـاءِ  ويالــروحي مـــن لها?

جاءتْ صباحاً بالنّدى يصلُ النّدى
بدمــائِهِ ألــقــاهُ ينــســجُ شــالَها

أنثى بعينيها عـزفـتُ على المنى
وبلغــتُ نجمي إذ بلـغـتُ وصالَها

ومشيتُ في دربِ الغرامِ مؤمّناً
أمـضــي وإذ بي وطـئـتُ رمالَها

فغـرقـتُ مبتسماً بطينِ محبّتي
ياللنّــسـاءِ ويالـروحي مـن لها?

حتّى أتتْني وسطَ طيني طفلةٌ
قالتْ وقــد شـفَّ الإلهُ خصالَها:

أتظنُّ أنّكَ سوفَ تنجو بالهوى?
ارحــلْ بشعرِكَ واجتنبْ أفعالَها

حوّاءُ ما تركتْ بروحِكَ موضعاً
إلا سـقـتْ من مقـلــتيهِ ضلالَها

وسـقـتْكَ سـمّاً طــيّباً في كـفِّها
وكــفى بذلكَ أن تجـيبَ سؤالَها

ياصاحبي هجدَ الصّباحُ بكيدِها
ياللنّــســاءِ ويالــروحِــكَ مــالها

حـوّاءُ كم ذبحتْ يداكِ قصائدي
فيكِ القصــائدُ أخـلـفتْ أقـوالَها

وتبدّلتْ سننُ الغــرامِ وسـافرتْ
سفنُ الرّحيلِ تعـيدُ فيهِ محـالَها

حوّاءُ مـاعـدتِ السّـلامَ بخافقي
ياللنّــسـاءِ ويالـروحي مــن لها?

أحمد عبد الرؤوف  سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الهروب///بقلم الاديبة /// //ياسمين غمري  // أركض هاربة من صدى ضحكة كانت لي ... تائهة في ممرات مدينة لم تعد لي.. وحزني يتدفق مثل نهر...