موسوعة هيثم حسن السطوف الأدبية

الجمعة، 5 يناير 2018

من كتاباتي ..
بتنا في غربةٍ حقيقيةٍ عـن الكتاب الورقيّ المطبوع الغائب الأكبر للأسف عـن المشهد
الحياتيّ اليوميّ لأمة " اقـرأ " التي لا تقرأ إلا طلاسم الفنجان وأوراق النعوات وكتب
تعليم الطبخ هذا طبعا ًإن قدّر لها ذلك وهي المشغولة بتقنيات النسخ واللصق .
فالكتابُ حاليا ًفي الذهنية العربية مجرد " أنتيكا " قديمة تكسوها أمواج الغبار وتحفةٌ
أثرية ٌيتهافت الواحد فينا إلى التقاط صورةٍ تذكارية معهـا ، على اعتبارها ذكرى من
عصرٍ جميلٍ كـان فيـه الحصول عـلى المعلومـة جهـادا ًحقيقيـا ًبيـن أكـوام الصفحات
وازدحام عناوين الكتب ، بينما نلقاهـا اليـوم تفترش الأرصفة بـانكسار اليتـم تستجدي
عابرا ًيبتاعها ينفث فيها الحياة بإبحار عينيه بين كلماته ، وفـي ذاك للكتاب مـن الحظ
الكثيـر فـي زمـن الحيـاة الرقميـة التي استلبت الإنسان العربي إلـى شاشات لا يضبط
دقة المعلومة فيها ناظم ٌ،ولا رقيب فيها على ما يضخ إليه من مغلوطاتٍ ربما تصيب
حيوية تفكيره بمقتلٍ وشللٍ رباعي هـو سبب مراوحته في المكان .
سؤال ٌيتبادر الى ذهني اليوم لو قدّر لـ " جبران خليل جبران " مثلا ًالعودة الى الحياة
اليوم فماذا كان سيقول لهذا الجيل أسير التكنولوجيا وهو يراه يكسر أجنحته المتكسرة
بعبوديته للقشور الرقميّة وإدمانه الهروب إلى منفاه الذاتي في فوبياه مـن الكتاب الذي
ترسخ فـي فكـره أنـه لا يتوافق مع حداثة العصر .
دعـوة ٌشخصية ٌأوجهها اليـوم للجميع للعـودة الى الكتاب ونفض الغبار عنه عسانا
بذلك نعيد الألق لأول أمرٍ قرآني " اقـرأ " نتجاهله طوعا ًوقسرا ًوفي قراءة الكتب
فليتنافس المتنافسون فـي خطوةٍ أراهـا ضروريـةً لإعـادة الاعتبار للكتاب والقراءة
#كتابات زكريا السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الهروب///بقلم الاديبة /// //ياسمين غمري  // أركض هاربة من صدى ضحكة كانت لي ... تائهة في ممرات مدينة لم تعد لي.. وحزني يتدفق مثل نهر...