موسوعة هيثم حسن السطوف الأدبية

الأحد، 24 ديسمبر 2017

من وحي تساؤل أميركا: لمَ يكرهنا العالم؟؟
(( سيّــدَ الألوان: عــذراً ))*
شعر: د.وصفي تيلخ

سيّدَ الألوان عذراً
--------------- هل يكون اللّون كُفْرا
كلُّ شيءٍ ليس يُبدي
--------------- منكَ شيئاً صار نُكْرا
كان لَوْني مُستَحبّاً
----------------- رائقاً ينساب بِشْرا
هل يجوز الشِّعْر فيه
----------- سيّدي... إنْ قلتُ شِعْرا؟!
أيّ لونٍ قد أناجي
---------------- تاهتِ الأحْلام فِكْرا
سيّد الألوان إنّي
------------- ضِقتُ بالألوان صَدْرا
غيرَ أنّ القول فيكم
------------------ جائِزٌ شِعْرا ونَثْرا
لم تكنْ إلاّ جَميلاً
---------------- تأسِر الألباب أسْرا
كنتَ يوماً ذا عطاءٍ
------------ مثل حُلْوِ الوَرْد عِطرا
ذات يومٍ كنتَ تُغري
---------------- تملأُ الآفاق طُهْرا
فغَرِقْنا فيكَ حبّاً
------------------ وفُتِنّا فيكَ دَهْرا
سيّد الألوان إسمع:
------------ لستُ أخفي عنكَ سِرّا
كان لي بيتٌ صغيرٌ
--------------- عربيّ اللّونِ وَعْرا
كنتُ في بيتي كريماً
---------------- وجناحي كان حُرّا
فجعلتُ البيتَ تِبْعاً
-------------- أبيضَ الجدران غُرّا
ربّما قد صار يوماً
-------------- عاليَ الأبراج قَصْرَا
فَغَدا من غير بابٍ
--------------- ضيّق الأرجاء قبْرا
يكْتُمُ الأنفاس ضِيقاً
------------- يُنهِكُ الأجساد عَصْرا
وشكَوْنا فيه عُرْياً
------------------ وهُتِكنا فيه سِتْرا
لم أعُدْ حُرّا طليقاً
---------------- لم أعُد أختال فَخْرا
بيتُنا الأبيض أَضْحى
----------------- ينشُرُ الآلام نَشْرا
فتساءلْنا بِحُمْقٍ
--------------- لمَ هذا البيت حَصْرا
ومضَيْنا في حياءٍ
--------------- نَسْبُر الألوان غَوْرا
وجَهِدْنا فيه بحْثاً
------------------ فوجدنا فيه سِرّا
سيّد َالألوان وحْشاً
----------------- يأخذ الألوان قَهْرا
سامَها ذُلاّ وبطْشاً
----------------- راعها نَهياً وأمْرا
فكرِهتُ البيتَ لوْناً
------------- وكرهتُ البيتَ خُبْرا
ثُمّ تأتيني شَكاةٌ
-------------- لِمَ صار الكُرْه جَهْرا
سيّدَ الألوان عفواً
---------------- لا نريد الحُلْوَ مُرّا
لا نريد العدلَ ظلماً
---------------- لا نريد الخيرَ شَرّا
قد ملأتَ الحيّ رُعباً
------------- واستبحتَ الدّار قَسْرا
صرْتَ كالغِرْبان شُؤْماً
------------ صرْتَ للأشرار وَكْرا
سيّد الألوان عُذْراً:
----------------- لا جزاكَ الله خيْرا
*-الإشارة الى البيت الأبيض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الهروب///بقلم الاديبة /// //ياسمين غمري  // أركض هاربة من صدى ضحكة كانت لي ... تائهة في ممرات مدينة لم تعد لي.. وحزني يتدفق مثل نهر...