موسوعة هيثم حسن السطوف الأدبية

السبت، 9 ديسمبر 2017

مكابرة

مكابره

وأنفقُ الصّوتَ في وهمٍ أرتّلُهُ
هل أكتفي إن قضيتُ العمرَ أقتلُهُ ?

على جنودِ الأسى أن يحكموا وجعي
واللهِ ماعشتُ حتّى بانَ أوّلُهُ

على السّطور بقايا من شذى قلمي
ما فارقَ الحرفُ صدرَ الشِّعرِ يسألُهُ

فأقبلي يا أماني كلِّ قافيةٍ
لم يفلحِ الموتُ في بعدٍ يحاولُهُ

إنّي على العهدِ باقٍ يا ضحى حدقي
يا كلَّ حلمٍ صحتْ روحي تغازلُهُ

أحبُّكِ الآنَ أدري أنّني أجلٌ
وأنَّ عمرَكِ طفلٌ عشتُ أقتلُهُ

فيا لطفلٍ بريءٍ عاشَ بي عطِشاً
ويا لثـغــرٍ لئيمٍ عــاشَ ينهلُهُ

وجهٌ وضيٌّ يضاهي البدرَ مبسمُهُ
مازالَ بي رغمَ أنَّ الموتَ يأكلُهُ

عيناكِ يا ديمتي الأغلى دمي لهما
فكيفَ يمحو النّوى ماكانَ يجهلُهُ ?!

مددتِ لي عمرَكِ العشرين في كرمٍ
أحيا بهِ في رياضِ الرّوحِ أشتلُهُ

فما جنى من ربيعي غيرَ أمنيةٍ
مــاتتْ بأوّلِ نيســانٍ تقابلُهُ

إنّي قتلتكِ مغلوباً ومحتسباً
أشكو إلى اللهِ ضعفاً أنتِ مغزلُهُ

يا ديمةَ القلبِ قد دقّتْ منيّتُهُ
بابَ الوتينِ فقولي ما سأفعلُهُ ?

أراكِ يوماً فـيـوماً ترحلينَ ومــا
في وسعِ روحي نهى وهمٍ فتبذلُهُ

كذلكَ الموتُ عشقٌ يبتغي صلةً
وعـشــقْـنـا مجـمـرٌ لابدَّ يشعلُهُ

أدري بأنّي ظلمتُ الرّوحَ فيكِ وقد
عشـقتِني وفؤادي خــابَ مأملُهُ

وعادَ منّي الهوى مستسلماً تعِباً
ما مرَّ قلبي ونبضٌ فيَّ يوصلُهُ

لن أمنحَ الموتَ شيئاً من قصائدِنا
سيكبرُ الحرفُ حولَ القلبِ يغسلُهُ

ويرجعُ العمرُ خابَ الموتُ يا أملي
عيناكِ لي في يدِ الرّحمنِ تحملُهُ

أحمد عبد الرؤوف   سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الهروب///بقلم الاديبة /// //ياسمين غمري  // أركض هاربة من صدى ضحكة كانت لي ... تائهة في ممرات مدينة لم تعد لي.. وحزني يتدفق مثل نهر...