موسوعة هيثم حسن السطوف الأدبية

الأحد، 22 أكتوبر 2017

( أورورا )

نهـلتُ منـكِ الّذي لـم أنـتـهـلْ أبدا
ما أهـدرَ الدّمعُ (أورورا) ومـا اقتصدا

أتيـتُ مـن كــلِّ ليلٍ لا أقـطّـعُ من
ســوادِهِ حـلـمـي أو أرتـجــيهِ جَدا

أتيتُ طـفلاً إلى عينيكِ أطلـبُ من
دنيا ســوادِهما شِــعـري ومــا وردا

والشّعــرُ أعـلـمُ (أورورا) بـكِ اتّقدا
يمشي على جـمرِ هذا الحبِّ متّئدا

أتيتُ يومـاً مــن الخضـراءِ أدركُ أن
سينصفُ الدّهرُ يوماً شاعـراً وحِدا

ويمسحُ الحبُّ عن هذا الجبينِ أسىً
وينتهي ما جنى في القلبِ واحتشدا

أتيــتُ أبحــثُ عــن ذاتي وبي أملٌ
ألـقـى بقـرطـبـةٍ ما إن دنا ابتعدا

حلـمـتُ مثـلَ صغيرِ العيدِ ينظرُهُ
فكيفَ يغفو وصبحً بـعـدُ ما اتّقدا ?

أتـيـتُ قرطـبـةَ الأحــلامِ أســألُها
حـظّي فعيّتْ ومـا ردَّ الجـوابُ صدى

فسـرتُ في كــلِّ دربٍ أنتشي طرباً
بصـوتِ فاتنةٍ بالوصـلِ قــد وعدا

تقسّـمتْ كـلَّ عــرقٍ نابـضٍ بدمي
بنظــرةٍ خلّفـتْ روحَ الفـتـى بددا

وصوتُها لم يزلْ يحيي القصائد بي
ما أفـلـحَ البـعـدُ في نأيٍ ولا حصدا

لم أدرِ أنَّ الهـوى يحيي الممالكَ في
كــلِّ الزّمــانِ فـيـدنو كلّـما ابتعدا

لكـن بروحي هــوىً أهدى إليَّ أسىً
من عصرِ ليلى إلى صبحٍ-فُديتِ-عدا

لا صبحُ كانتْ بهذي العين غيرَ دمىً
ولا أبو عـــامــرٍ مـــدَّ اليقـيــنَ يدا

ولا بـنـيـتُ مــــع الزّهــراءِ زاهــرةً
قـد مــاتَ بالـيأسِ قلبي عندما وُلِدا

ولا مـلـكـــتُ بهـــذا الحــبِّ أندلساً
ولا غـــزلتُ شــذاها من هـوى بردى

أضـعـتُ بالمــلْـكِ (أورورا) زمــانَهما
كـمـا أبو عــامرٍ بالحـــبِّ قـد وجدا

فالمـلْكُ يخــنقُ روحَ الحـبَّ في يدِهِ
وأصـعـبُ العشـقِ مـا إن عـشـتَهُ وئِدا

تغلـغـلَ الحــبُّ في أعـمـاقِ خافقِهِ
وللفـــؤادِ بدينِ الحـــبِّ مــا اعتقدا

لم أنسَ يا صبحُ جِرسَ اسمٍ على شفتي
إن مـــرَّ قلــبُـكِ في أضـلاعِــهِ سَعدا

فـلا تخــافي هــوانا لــم يكنْ دنساً
قلـوبُنا في ثرى هــذا الهــوى شُهدا

قامــتْ ممالكُ هــذا الدّهرِ واندثرتْ
والحــبُّ ممـلـكةٌ مــا إن هــوى نهدا

مــوتي على يدِهِ ، وليـنـتـفـضْ ولهاً
ودمـعُهُ فــاضَ حـتّـى حـزنُهُ انعقدا

فـيـا أبا عـامــرٍ كـنـتَ السّــلامَ بها
وصبحُ كنـتِ المنى والصّـبرَ والرّشدا

فــلا تبــالِ بـمـا أفـنيتَ مــن عمرٍ
في حــبِّـهــا بـانَ ورداً كلّـــمـا شردا

ولا تمــوتي على مــا مـاتَ مــن أملٍ
يا صـبحُ دونَكِ مـنـهُ الرّوحَ والجسدا

أحمد عبد الرؤوف  سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الهروب///بقلم الاديبة /// //ياسمين غمري  // أركض هاربة من صدى ضحكة كانت لي ... تائهة في ممرات مدينة لم تعد لي.. وحزني يتدفق مثل نهر...