موسوعة هيثم حسن السطوف الأدبية

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

زيت المصابيح

زيت المصابيح

**********

مَنْ يسمعَ خطابات القادة يظنُّ بأننا نملكُ قوّةً خارقة

لكنّ الحقيقةَ خيبةٌ على جباهنا كعلامةٍ فارقة ؟

نحن الأوائلُ باجترار المواقف

مُهشّمونَ من الوهمِ

كأنّ الإكتئابَ في جينة التكوينْ ؟

يغزونا الشيبُ في غير موعدهِ

تأبى ان تغادرنا الأحزانْ

أجيالٌ ترحلُ بلا أثرٍ

وأجيالٌ تُقبلُ بلا حولٍ ولا قوّة

والجرحُ لا يُغادرُ فلسطينْ

مضى وقتٌ طويلٌ ونحن أمّة الصامتينْ ؟

لا تُمطرُ إلاّ العتبَ علينا السماءْ

كلّ فصولنا شتاءْ

تشهق النجومُ عجباً

كيف لم يتخلَّ الله عنّا ؟

ونحن العربُ أبْدلْنا محرابَ الصلاة بمحراب البغاءْ؟

إشترى العربُ بنفطهم الشمسَ

علّموها الرقصَ ورجرجة الرّدفَيْنْ

علّموها كيف تبيع اللذّة وكيف تتعرّى

إشترى العربُ بنفطهم الأقلامْ

علّموها كيف تعوي وكيف تعضُّ وكيف تنامْ

الصُحُفُ موبوءةٌ من الدخانْ

توزّعُ الجراثيمَ بالمجّانْ

تُطبعُ بماء الذهبِ

تكذبُ وتغشُّ وتخدعُ وتغسلُ الأدمغةَ

وتُلبسُ الهزيمة ثوبَ السلامْ

من خيبتنا تحوّلنا قروداً

نرقصُ بين قبورنا

كأننا قططٌ شاردةٌ نُلقي القذارة على زهورنا

أكثر من نصف قرنٍ والوهمُ يُلازمنا

ويلازمنا الصّمتُ والخلافاتْ

الخنزيرُ المتوّحشُ ينهشُ بلحمنا

ماذا نقول في قادةٍ باعوا السيدة الجميلة؟

باعوا سيدة المدائن

وضعوا القطنَ في آذانهم كي لا يسمعوها

ولوقاحتهم بقذفونها بتهمة الزّنى

يضعونَ عصبةً سوداءَ على عيونهم

الكلابُ داخل الحرمِ القدسيّ

جثة المؤذّن مرميّة على الرصيفْ

يُغتالُ الشيخُ أحمد على باب المسجدِ

يُغتال محمد الدّرّة بين أحضان والدهِ

تُحاصرُ غزّةَ من كلّ الجهاتْ

ماذا نقول في قادةٍ طلّقوا الضّادَ ؟

أبدلوها بكلّ اللغاتْ؟

نفطُهم ليس لهم

نفطهم مُلْكُ الطغاةْ

مالهم ليس لهم

مالهم ملْكُ الغزاة

يااااااااا سامعين الصوت

أتى مَن يُعلّمكمُ الحياةَ بالموتْ

الجنوبُ زفَّ لكمُ البُشرى

وُلِدَ نبيُّ الزمان الفداءْ

زحَفَ الدَّمّْ

والقادة الجددُ يا سامعين الصوتِ أنبياءْ

أشرقتْ شمسُ الثورةِ

غيّرتْ مطرَها السماءْ

إستسلمَ الليلُ للفدائيينْ

أذَّنَ الهواءُ الجديدُ : حيَّ على فلسطينْ

الدَّمُ الأحمرُ زيتُ المصابيحْ

الترابُ لم يعدِ الترابَ الجريحْ

قوموا للثَّأرْ

دمُ الطفلة المقتولة في غزّةَ ما زالَ رطباً

أيقِظوا جراحكم

جدّدَتْ ثوبها الأيامْ

ألا إنّ جُرحَ الأمّة مهما تآمروا لا ينامْ

منذ الجنوب

إفتقد المسلخُ الدوليُّ للضحايا

النفطُ المُستهترُ ممنوعٌ من السفرْ

من مارس الزّنى بالسلاحِ هوى

مأساتنا قادتُنا

خمسون نجمةٍ فوق رؤوسهم

خمسون وعدٍ بالسلامْ

خمسون كذبةٍ

خمسونَ ثورةٍ لكن بالكلامْ

يااااااا سامعين الصوت

ألا ترونَ بأنّ نفطَ القادةِ يجري في الأسلحة التي تقتلنا؟

يُعطي القوة للنار التي تحرق بيوتنا وتحرقنا؟

يغضُّ الطرْفَ عن جروح قرانا؟

يُعطي صكَّ البراءةِ لجزّار جينينَ وقانا؟

ألقوا بالقادة جانباً

تغيّر الحالْ

الزمنُ زمن الرجالْ

زمن نساء الجنوبِ وغزّة الرجالْ

زمنُ الجُعبِ التي امتلأتْ بالسنابلْ

زمن المدفعِ والرشاشِ والقنابلْ

زمن الثوار الذين لا ينتظرونَ الرواتب آخر الشهر؟

زمن الرجال الرجالْ

يااااااا سامعين الصوت

ليتآمروا

المقاومة باقيةٌ باقية

الأنظمة النادرة الداعمة للمقاومة باقيةٌ باقية

سينقلبُ السّحرُ على الساحر حتماً

وُلِدَ نبيّ الزمان الفداءْ

والقادة الجدد يا سامعين الصوت أنبياءٌ أنبياءْ

***************************

شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الهروب///بقلم الاديبة /// //ياسمين غمري  // أركض هاربة من صدى ضحكة كانت لي ... تائهة في ممرات مدينة لم تعد لي.. وحزني يتدفق مثل نهر...