موسوعة هيثم حسن السطوف الأدبية

السبت، 14 أكتوبر 2017

(تأملاتٌ في غيابات الغد)

بريقهما غوى ليلاَ  ولــم يُبقــــــــي
على الأحداقِ أوطانـــا بــــــلا أنَقِ

وميضُ البرقِ يخطفُ غفلة الجسدِ
فيَقذِفُني بريقُ الوَمــــــــضِ للأرَقِ

تُحدِّقُ في مَجالاتــــي بِزُرقَتِهــــــا
فتُسلِمُني الى أحداقِـها طـُـرُقـــــي

على قلــقٍ أُعيذ ُ الليلَ مِن غَــــدِهِ
ملامحُهُ تَعقَّـــبَ غَيبَهــــا قَلــــقي

لَكَمْ طَفِقــــتْ بذاك الليلِ تَنْهــــالُ
على عَتباتِــهِ الآمالُ مِن شَبَقــــــي

أُحاورُ طيفَ مَنْ عَبقَتْ بذاكرتي
فتَعبَثُ بي نُسَيماتٌ مِـن العَبَــــقِ

سَقاني طيفُها غَدَقـاً مِن المُـــزَنِ
بهِ غُدِقتْ مياهُ الحُسْنِ بالغَسَــــقِ

تَملَّقني سُجُـــوُّ الليــــلِ للوَسَـــــنِ
فتَنهــاهُ ظِلالُ الحُسنِ عن مَلَقــــي

وما غَسَقتْ على عَينَــــيَّ عُتمَتُـــهُ
إذِ الإصبـاحُ غايتهــــا الى الغَـــدَقِ

أُعَلّــلُ مُقلتِي بغَـــدٍ تبــــوحُ بــــــه
حَنايا الليـلِ عن عِلَلي وعــن نَزَقي

سَكبْتُ الحُلمَ ألواناً على الظـُـلَــــمِ
لِيَروي ما سَكَبْتُ غداً ظَما الرَمَقِ

وكَمْ طَرِبتْ على ذا الحُلمِ أُمنِيَـــةٌ
تُواري شَوقَـــها لِغَــدٍ ولَمْ تُطِــــقِ

فما عَتقَتْ رياحُ الأمسِ رَكبَ غدي
ولاأشْفَقــتَ يا صُبحـــاً على الحَدَقِ

الى مُهَجي تحُـــجُّ غـــدا خيـــالاتٌ
ووَحيُ الحُبِّ يَملأُ شاطئَ الفَلَــــــقِ

ستُمطِــرُ فوق لَحظَتِنـــا سَحائبُهــا
غـدا تتَوَضَـــأ الساعاتُ بالبُــــــوَقِ

وإنْ تَظمـــا ثوانيهـــا وما تَنـــدى
يُبَلّلهـا أريـــجُ الصُبـــحِ بالغَمَـــقِ

على عَجَلٍ أسيرُ اليومَ مُغترِبـــــاً
مِن الظُلُماتِ مُرتَحِلاً الى الشَّرَقِ

تهادى الصُّبحُ مُنتَشِياً بعِطرِ غَدي
أتى لَيَؤودَ بالنَشــــوى الى الزَلـقِ

رأيتُ الشمسَ تَرجُمني بشُهبانٍ
شِهابٌ يَقذِفُ الأحلامَ للحَــــرَقِ

تَميدُ بنا ولَمّا يوشِـــكُ الأجَـــــلُ
قواربُنا تروغ ُ بنــــا لِمُفتَــــرَقِ

مَدَدتُ يَداً وما إنْ مَدّها الأمـــــــلُ
أَبَتْ حتى لقد ضاقَتْ بهــــا أُفُقــي

لَكمْ أشقانيَ الأمـــلُ الذي أضحـــــى
مع الإصباحِ بعضاً من رُؤى العَسَقِ

بَذَلتُ الى بريقِهما السبيــلَ ومـــــــا
رَعَتْ ذاكَ الذي أسْلَفْتُ من طَفَقـــي

ظَنَنتُكِ لي كما الإصباحُ يَشرُقُ بي
وهذا الصُبــحُ والإصباحُ لم يَفــــِقِ

لَكمْ أجهَضتِ مِن ليلٍ بِلا سِنَــــــــةٍ
وكَمْ أسْهًبتُ في ظَنّي وفي حُمُقـــي

ولَستُ على الذي أفنَيتُ مِن زَمَنٍ
بِباكٍ بَلْ على ما أسرَفَتْ  خُلُقـــــي

وما كانتْ لِتَغْبِطَنــــي بها الدُنيـــــــا
وما كانت لِتَعتِقَنـــــي يَدُ الوَبَــــــقِ

د. معن حسن الماجد
الموصل- العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الهروب///بقلم الاديبة /// //ياسمين غمري  // أركض هاربة من صدى ضحكة كانت لي ... تائهة في ممرات مدينة لم تعد لي.. وحزني يتدفق مثل نهر...