موسوعة هيثم حسن السطوف الأدبية

الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

مي

يا ميُّ فليـعــلمِ الهجــرانُ مـا فعلا
بعاشــقٍ كلّــما شــقَّ الـنّـوى وصلا

ولـم يدعْ كـفَّ هـذا الموتِ تقطفُهُ
فحــنَّ يغــزلُ مـن آهـــاتِهِ الجملا

يا ميُّ والحـــبُّ لــيــلٌ أبلـهٌ فترى
يحيي الظّـلامُ بهـذا الحبِّ ما قتلا?!

شِـعــري دواتي وأوراقـي وزهرُ يدي
فـدىً لعينيكِ وليجـهلْكِ مـن جهلا

يا زهرةَ القلـبِ مــازالَ الفـراقُ دمي
لولاهُ لن ينطـقَ الوصلُ البعيدُ : بلا

ولن يـزفَّ النّـدى نيـسـانَ في أمـلٍ
إلى شــذانـا ويزهــو كلّـمــا خُذلا

نهلتُ شِعري من فراتِ البعدِ ياظمأي
وأحـرفي مــن شـقـيـقٍ قلّـمـا نهلا

عيناكِ والشّـعـرُ ، قلـبي كلُّهم ظمأٌ
ومــا أحـرَّ الظّـما إن لـم يكــنْ أملا

آخيتُ فيكِ النّوى والوصلَ أنتِ غدي
وكـلُّ صــوتٍ جمـيلٍ بالصّــلاةِ علا

والكــونُ دونَكِ وهــمٌ لســتُ أبصرُهُ
والبـدرُ في وجهِكِ النّائي قدِ اكتملا

خذي يدي كـلُّ أحلامي قـدِ اقتتلتْ
ولم أكــنْ قبـلَ هــذا الحـبِّ مقتتلا

الآنَ أبلــغُ في عيـنــيـكِ خـاتمتي
وقــد ظـنـنتُ زمــاني فيهما ابتهلا

وأنَّ صــبّاً لـهُ الدّنيا قــد ابتســمتْ
وأنَّ حــزناً صـــبـيّاً فيــهـما اكتهلا

خـابَ الرّجــاءُ وماتتْ فرحتي بهما
يا ميُّ والشّيبُ في رأسي قــد اشتعلا

أحـبـبـتُ قبلَكِ حتّى لـم أعـدْ أنَساً
وشـــقَّ حـبُّـكِ فيَّ القـــلـبَ والمقلا

يا ميُّ واســتـرسلَ الخـذلانُ في أملي
في حينِ جئتُكِ صـبراً يطـلبُ الأملا

كوني لمن عاشَ فيكِ الدّهرَ كلَّ غـدٍ
وعــادَ بعــدَكِ لـيـلاً موحـشـاً وجِلا

كــوني لروحـي رؤاهـا كلّـمـا نظرتْ
كمـا القـوافي لشِـعري سافـرتْ رسلا

وانسي بلادَ حــروفٍ إن هي اجتمعتْ
صـاح القـريضُ مـن الآجـالِ وارتحلا

وجمّـعي مـن شـقيقِ الحــبِّ أحمرَهُ
واشفي وحـيداً شكـتْ أحلامُهُ الأجلا

يا ميُّ يوماً سيحيي البـعــدُ مــا قتلا
حتّى يعـــودَ هـــوانا مـورقـاً خضلا

يومــاً أعــانقُ فيـكِ العــمـرَ يا أملي
ويمنـحُ الدّهـرُ هــذا القــلبَ ما سألا

أحمد عبد الرؤوف  سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الهروب///بقلم الاديبة /// //ياسمين غمري  // أركض هاربة من صدى ضحكة كانت لي ... تائهة في ممرات مدينة لم تعد لي.. وحزني يتدفق مثل نهر...