عودت عيني
بكري دباس
يا هائماً بينَ تِرحالٍ وإبحارِ
يا ليتَ لي حِظْوةٌ في الطَّيفِ زوّارِ
عَينيَّ فيّاضَةٌ مِنْ دمعِها عَشِيَتْ
أضْحى لِسانيَ يبكيها بأشعاري
ما زِلتَ تحيا بعيداً غيرَ مُكتَرِثٍ
تقضي الحياةَ بتجوالٍ وأسفارِ
وا وحْشةَ العينِ لمّا غابَ مُؤنِسُها
هذي عيونكَ تُفشي كُلَّ أسراري
(عودت عيني على رؤياك َ) من صغري
فيها (دليليَ حارت) ﺃﻥّ أوتار
لوكُنتَ تعلمُ أحوالي لَعُدتَ لنا
بالحُزنِ جاءَتْكَ في (الآهات)ِ أخباري
ما نالَ قلبي مِنَ الهجرانِ غيرَ أساً
أحيا الضياعَ وَمُذْ غَيَّبْتَ أقماري
أقْضي اللياليَ في سُهدٍ وفي أرقٍ
فالقلبُ هامَ وفي العيْنَيَنِ من ناري
أمواجُ بَحرﻱَ مَلَّتْ قَضْمَها حُلُمي
حيناً وتلْفظُ آمالي وَأقداري
للحاجِبَيْنِ كَمَوْجِ البحرِ في قَوَسٍ
كمْ حَرَّكَتْ ذِكرياتُ الخِلِّ أفكاري
أهدابُها رَمَشَتْ في ريفها غَضَباً
ترْنو بأعيُنِها كالحاملِ الثّارِ
يا قلبُ هلْ لَكَ بَعْدَ اليومِ مِنْ أَمَلٍ
ما حيلةُ العبدِ إلاّ رحمةُ الباري
أحلامُنا سوفَ أُبقيها تُراوِدُني
في ذِكرها باقياً لو طالَ مشواري
م.بكري دباس. البسيط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق